|
الخريجة شيماء سعد: فوجئت بتحضيرهم خيمة النزوح لتكون منصة لمناقشة مشروعي
|
"طالما حلمتُ بتلك اللحظة؛ أن أعتلي منصة التخرج مع زملائي بعد أربع سنوات هي من الأكثر قرباً إلى النفس.. هي عمر استثنائي. هل أسمع اسمي من بين المئات، أقف شامخة برتبة امتياز في تخصص الإرشاد والصحة النفسية؟ ما الذي فعلته حرب الإبادة على قطاع غزة؟ هل أبادت أحلامنا؟ لا، ولن تفعل"، هكذا حلمت الطالبة شيماء سعد الملتحقة بكلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة. اجتهدت الطالبة سعد لتكون الأولى على دفعتها، وهي اليوم من قلب الدمار وبين خيام النزوح بثوبها الفلسطيني، تناقش مشروع تخرجها الموسوم بـ "استراتيجيات إدارة المواهب القيادية مدخلاً لتعزيز رأس المال الفكري".
|
منصة في خيمة النزوح قالت: "نزحت مع عائلتي من الشمال إلى الجنوب، وثانية إلى وسط القطاع، لكن الفكر والمعرفة والعلم، كما الوطن، تبقى ثابتة". تفاجأت سعد بتحضيرات الجيران والأقارب والأصدقاء لخيمة المناقشة التي سرعان ما استبدلت بصفوف جامعتي، رسمت في مخيلتي مناظر الزينة هنا وهناك، وتلك الورود التي وضعت بعناية، والكراسي التي تراعي مرور فوج الخريجين على أنغام التخرج وتصفيق الحضور. لم تكن كما حلمت هنالك، ها هي خيمة النزوح تجمع هذه المخيلة... أليس ما يحتاجه الإنسان أملاً وفرحة يشاركه بها الآخرون؟". |
خياري الأول.. أثبتته التجربة تضيف سعد متسائلة: "سأسترق شيئاً من الفرحة من بين كل هذه الأهوال. ترى ألأني الوحيدة من دفعتي التي استطاعت التخرج خلال الحرب؟ إن مبادرة "كلنا غزة" التي أطلقتها جامعتي فتحت الطريق أمامي لإنجاز رسالة تخرجي في وقت قياسي بالتزامن مع زملائي في الكل الفلسطيني". وتقديراً لفضل الجامعة التي احتضنتها والطلبة كافة بقطاع غزة في هذه الأوضاع الصعبة، تقول: "كانت القدس المفتوحة خياري الأول، وهذا ما أثبتته وتثبه جامعتي في كل مرة، أفخر بكوادرها ونظامها المرن المنسجم مع المسارات كافة". |
الفكر بناء "أتمنى أن تنتهي هذه الحرب الشعواء، حرب الإبادة. أتمنى الالتحاق بالجامعة لدراسة الماجستير وأحصل على وظيفة أخدم بها أبناء وطني. بالفكرة يقوم أعظم بناء... سنعيد البناء". " أهدي هذا الإنجاز إلى الشهداء.. إلى أهل قطاع غزة الصامدين.. إلى أمي وأبي وأخوتي".
|