ورود شرباتي ترفع علم فلسطين عالياً

 

الطالبة ورود شرباتي ترفع علم فلسطين عالياً من قاعدة مخيم جبل ايفريست (ارتفاع 5364م)

 

بهذه العبارات إبتدأت الطالبة ورود نادي شرباتي من فرع الخليل إبنة حارة الشيخ العريقة حديثها (إذا آمنت بحلمك فسوف يتحقق يوماً ما)، وإستكملت حديقها عن تجربتها في رياضة الاستغوار والتسلق.

حيث استطاعت هذه الشابة الطموحة وصول مخيم قاعدة جبل ايفريست على ارتفاع (5364م) وبدعم من الرحالة الفلسطيني (علاء الجنيدي) ضمن برنامج يعمل على تأسيسه لرفع الوعي حول السفر ونشر ثقافة السفر وأهميته وتحقيق احلام الرحالة الشباب للسفر حول العالم، ليرسل للعالم رسالة قوية ان الشباب الفلسطيني يستحق وقادر على تحقيق أحلامه واهدافه رغم الصعوبات.

بداية الحكاية:

بدأت هذه الرياضة من عام 2014م من خلال مشاركتي مع مجموعات فلسطينية تنظم مسارات مشي وجولات داخل فلسطين. و في عام (2015م) تم اختياري لتمثيل فلسطين في (الملتقى الوطني للاستغوار في تونس) وهناك تعرفت على نشاط الاستغوار أي استكشاف الكهوف والمغر وتوثيقها ومشاركة المعلومات التي نقوم بجمعها مع الآخرين. لقد انعكست هذه التجربة على شخصيتي وتفكيري ايجاباً ودفعتني لتأسيس (النادي الفلسطيني للاستغوار في عام 2016م) لنشر هذه الرياضة وتعريف الناس بالمغر والكهوف الاثرية المنتشرة بكثرة في فلسطين وعملت على تطوير قدراتي ومهاراتي في هذا المضمار من خلال التعلم والتثقيف الذاتي من خلال الانترنت ثم التحقت بدورات تدريبية تتعلق بالتسلق وتقنيات الدخول الى الكهوف في المملكة الاردنية الهاشمية. الى ان جاءت الفرصة وبمحض الصدفة لحسن حظي فكانت مشاركتي في مغامرة تسلق مخيم قاعدة جبل ايفريست على ارتفاع(5364م)، فكان الموضوع بمثابة تحدي لنفسي اولاً كأنثى ولمجتمعي ثانياً كوني اعيش في أسرة ومدينة محافظة جداً(الخليل) حيث تفرض العادات والتقاليد الكثير من القيود على حرية المرأة في السفر والتنقل للخارج. لذلك قمت بتكثيف تدريباتي من خلال ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة للتدرب على التحمل وقمت بتجهيز الامور الفنية واللوجستية المطلوبة لإنجاز هذا التحدي.

بالنسبة للرحلة، كانت عبارة عن أسبوعين متواصلين من المشي بالجبال وسط ظروف بيئية ومناخية صعبة غير معتادين عليها في بلادنا من درجات حرارة متدنية جداً وانخفاض لنسبة الاوكسيجين في الجو مع زيادة الارتفاع. فكانت نقطة الانطلاق من (بلدة لوكلا في نيبال) على ارتفاع (2880م) إلى ان وصلنا مخيم قاعدة جبل ايفريست على ارتفاع(5364م) فكان لنا الشرف بأن رفعنا علم فلسطين عالياً فوق أعلى سلسلة جبال في العالم(الهمالايا)، وخلال مشاركتنا تفاعلنا مع العديد من المتسلقين من دول اجنبية مختلفة وتفاجأنا بعدم معرفة بعضهم بدولتنا فلسطين فكان دورنا بأن زودناهم بمعلومات عن فلسطين.

رد فعل العائلة:

في البداية عارضت عائلتي الفكرة بسبب كوني أنثى تخرج من مجتمع محافظ لوحدها وإضافة لخوفهم الشديد على صحتي كون الظروف البيئية هناك صعبة إلا ان إصراري وإيماني بقدرتي على تحقيق حلمي أقنعهم ونجاحي في هذه المغامرة جعلتني مصدر فخر لهم ولكل فتاة خليلة وهذا ما لاحظته من عبارات الثناء والاعجاب من قبلهن.

لذلك أعمل الآن على نشر هذه الفكرة في مجتمعي خاصة بين الفتيات لكسر حاجز الخوف من الفشل وتجربة ما هو جديد.

رســــالتي:

لذلك اوجه رسالة الى كل الشباب الفلسطيني بضرورة الايمان بالحلم لان سيتحقق يوماً ما وعلينا كفتيات كسر القيود التي تمنعنا من المغامرة والمثابرة لتنمية روح الاستكشاف في داخلنا  لنتعرف على الثقافات المختلفة  حتى نرسم صورة حقيقة من خلال تجاربنا نحن وليس من خلال رواية الآخرين. واستغلال أي فرصة تتاح لهم للسفر.

أخيراً، أوجه جزيل شكري لجامعتي المعطاءة من خلال إدارتها وعلى راسها أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة ود. عبدالقادر الدراويش مدير فرع الخليل التي ساهمت في بناء شخصيتي وسلطت الضوء على تجربتي .