نابلس: حفل تخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال من محافظات شمال الضفة الغربية

 

نابلس: "القدس المفتوحة"

وهيئة شؤون الأسرى والمحررين تحتفلان بتخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال

التوقيع على اتفاقية تتيح المجال أمام الأسرى لتسجيل ساعات دراسية أعلى خلال الفصل الدراسي

 تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، احتفلت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وبإشراف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يوم الإثنين الموافق 22-7-2019م، بتخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

جاء هذا الاحتفال، الذي أقيم في فرع نابلس التعليمي، ضمن فعاليات الجامعة لتخريج الفوج الثاني والعشرين (فوج الإرادة والصمود)، إذ خرجت الجامعة (62) أسيراً، على أن يجري تخريج (31) أسيراً آخرين في فرع الخليل الأربعاء المقبل.

شارك في الاحتفال، الذي افتتح بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم وعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس ممثلاً عن سيادة الرئيس محمود عباس، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، ورجل الأعمال السيد منيب المصري، ونائب محافظ محافظة نابلس السيد عنان الأتيرة، ورئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس عدنان سمارة، وأعضاء من مجلس الأمناء، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ونائباه: للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، وللشؤون الإدارية أ. د. مروان درويش، ومساعدو الرئيس: لشؤون الطلبة أ. د. محمد شاهين، ولشؤون المتابعة د. آلاء الشخشير، ولشؤون العلاقات العامة والدولية والإعلام د. م. عماد الهودلي، ومدير فرع نابلس أ. د. يوسف ذياب عواد، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وحشد من الفعاليات الوطنية وأهالي الأسرى الخريجين.

ونقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أ. د. محمود أبو مويس، تحيات الرئيس محمود عباس ومباركته للأسرى وأهاليهم، لافتاً إلى أن إسرائيل تحرم الأسرى من كثير من حقوقهم وفي مقدمتها التعليم.

وأضاف: "لكن الأسرى حولوا بنضالهم التراكمي المحنة إلى منحة، وعملوا على تخطي المعيقات، محققين العديد من الإنجازات، وصولاً إلى الالتحاق بالجامعات الفلسطينية لنيل شهادة البكالوريوس".

ثم أعلن عن توقيع اتفاقية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهيئة شؤون الأسرى، وجامعة القدس المفتوحة، تلبي احتياجات الأسرى ومطالبهم لتمكينهم من تسجيل ساعات دراسية أكثر خلال الفصل الدراسي الواحد.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، في كلمة له، إن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الكل الفلسطيني، مشيراً إلى أن "هذا الاحتفال يقام تحت شرف من تحدى الظلمة وحقد السجان، وامتلك الإرادة والعزيمة لإكمال مسيرة النضال بالعلم".

وأضاف: "الأسرى درسوا بأقل الإمكانيات، ولم تحل قضبان الاحتلال أن يكملوا تعليمهم"، متمنياً الفرج القريب عنهم.

ولفت إلى أن "جامعة القدس المفتوحة لم تبخل على أسرانا يوماً، بل كانت سباقة لفتح بوابة المستقبل أمامهم"، مشدداً على أن الأسرى أشعلوا ثورة علمية وثقافية من خلال إكمال تعليمهم وتحويل المعتقلات إلى أكاديميات للعلم والتعليم.

وأضاف أبو بكر: "نعيش هذا الفرح رغم الاحتلال، ولكن الفرحة تظل منقوصة ما دام الاحتلال جاثماً على صدورنا".

ولفت إلى أن (1026) أسيراً داخل سجون الاحتلال ملتحقون حالياً ببرامج تعليمية لإكمال شهادتهم الجامعية الأولى من أصل نحو (5700) أسير يقبعون في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن جامعة القدس المفتوحة في مقدمة الجامعات التي يلتحق بها الأسرى إذ إن هناك (906) أسرى يلتحقون بها حالياً لإكمال تعليمهم. ونوه إلى أن (497) أسيراً وأسيرة سيتقدمون قريباً لامتحان الثانوية العامة، متمنياً لهم النجاح.

وتحدثت نائب محافظ نابلس، عنان الأتيرة، عن دور الأسرى ونضالهم، مشيدة بصبرهم وثباتهم على المبادئ الوطنية. ولفتت إلى أن "إضراب الأسرى وتحديهم للسجان تقاطع مع رسالة "القدس المفتوحة" فأنتجت هذا البرنامج الذي يفخر به كل فلسطيني".

ثم شكرت الأتيرة جامعة القدس المفتوحة التي "سعت بكل طاقاتها وكوادرها لخدمة الأسرى وتمكينهم من إكمال تعليمهم"، مهنئة الأسرى وأهاليهم على هذا العرس الفلسطيني، مخاطبة الأهالي: "ارفعوا رؤوسكم، فأنتم فلسطينيون".

من جهته، لفت رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة، إلى أن "القدس المفتوحة" تتميز عما سواها بأن العلاقة بين إدارة الجامعة وطلبتها تكاملية، قائلاً إن "الجامعة حققت اليوم واحداً من أهم أهدافها بتمكين الأسرى من إكمال تعليمهم".

وأشار م. سمارة إلى أن الجامعة وصلت إلى مرحلة متقدمة من التعليم المدمج الذي يغزو العالم، والذي سيصبح النظام السائد على المستوى التربوي، منوهاً بأن لدى الجامعة حالياً أربعة مراكز بحثية متخصصة، وهي تسعى إلى إقامة مركز بحثي آخر عن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، بالإضافة إلى سعيها لفتح تخصصات حديثة في الدراسات العليا.

وأكد م. سمارة أن "جامعة القدس المفتوحة مصرة على أن تكون شريكاً في الثورة الصناعية الرابعة، ومواكبة مختلف التطورات التربوية والتكنولوجية"، مشيراً إلى أن الإرادة والتصميم هما مفتاح النجاح والتفوق.

ثم بارك للأسرى الخريجين وأهاليهم، متمنياً الإفراج القريب عن أسرانا من سجون الاحتلال؛ للمساهمة في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 وتحدث رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو قائلاً: "نحتفل اليوم احتفالاً خاصاً نتيجة ثمرة زرعت على أيدي القادة العظماء الذين أسسوا هذه الجامعة"، مشيراً إلى أن "الجامعة حرصت منذ نشأتها على إيصال الأسرى إلى مرحلة التعليم العالي، وبذلت جهوداً متواصلة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة شؤون الأسرى لإطلاق برنامج يعنى بتعليم الأسرى في سجون الاحتلال الذي أثمر اليوم عن تخريج أول كوكبة خريجين منه".

وتطرق إلى قصة الأسير المحرر فخري البرغوثي وابنه الأسير شادي الذي كان رضيعاً حينما اعتقل والده قبل سنوات طويلة، لكنه أصبح اليوم شاباً، و"ها هو يتخرج من جامعة القدس المفتوحة ضمن برنامج تعليم الأسرى، وهذه قصة في رواية شعبنا الإنسانية التي يفتقد إليها الاحتلال الإسرائيلي". 

وأضاف أ. د. عمرو: "ما يجري اليوم في القدس وأكنافها دليل على أن الاحتلال لا بد أن يقاوَم بكل الوسائل"، لافتاً إلى أن "تشريد (100) أسرة من بيوتها يدل على كل عناوين العنصرية التي تمارس بحق شعبنا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية".

ثم سجل الشكر لشعبنا وللقيادة الفلسطينية لدعم الجامعة ومسيرتها، وصولاً إلى ما تحققه اليوم من تقدم في المجالات كافة، منوهاً إلى انتشار الجامعة في (18) فرعاً دراسياً في الضفة وغزة، بالإضافة إلى مركزين متنقلين بهدف إيصال العلم إلى كل بيت فلسطيني.

واستعرض أ. د. عمرو تاريخ القدس، موضحاً أن "المسلمين والمسيحيين يرتبطون بها ارتباطاً عقدياً، بينما علاقة اليهود بها مجرد علاقة احتلال حربي".

وفي كلمة الأسرى الخريجين، حيا الأسير المحرر عبد السلام شكري الأسرى كافة "الذين لم يحل سجن المحتل وجدرانه وزنازينه بينهم وبين إرادتهم وأمانيهم، فامتشقوا العلم سلاحاً إلى جانب البندقية والإرادة".

وقال: "بالأمس القريب، كنت معهم خلف القضبان أخوض معارك الإرادة والتحدي. واليوم، أعلن باسمهم أمامكم: إن تخرجنا وحصولنا على الشهادة الجامعية ومن هذا الصرح الوطني، جامعة الشهداء والأسرى، جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، جامعة القدس المفتوحة، هو انتصار لنا على الموت والجدران معاً"، مؤكداً وقوف الأسرى إلى جانب القيادة الفلسطينية على رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، في وجه المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية العادلة.

تخلل الحفل فقرة فنية أحياها الفنان الشعبي مفيد الحنتولي، وتولى عرافته أ. إياد اشتية مساعد عميد شؤون الطلبة. وفي نهايته، تلا أ. د. جمال إبراهيم، عميد التسجيل والقبول والامتحانات، أسماء الأسرى الخريجين