نهاية حجاج.. حققت حلمها بالتفوق والنجاح رغم كل المعوقات

  ولو تصفحنا سير الناجحين من حولنا لوجدنا ان كلا منهم لدية قصة حبلى بالمعاناه رافقت بدايته وساهمت بوضع النجاح الذي يعيش فيه الاخفاقات وقود ودوافع للمثابرة، ان الأجنحة التي لا ترفرف لا تطير فمن أراد  أن يمخر عباب السماء فعليه أن يتحمل الألم ليصل إلى التفوق والنجاح.

 انها نهاية عبد الله حجاج المرأة الفلسطينية التي استفاقت من نومها فوجدت نفسها تعيش في الم الحقيقة التي تبعثر احلامها الجميلة لحبها  للدراسة والتفوق والنجاح بسبب ظروف متراكمة : منها زواجها بسن مبكرة حيث انجبت اربعة من الابناء وبنتا واحدة ، وثقافة المجتمع القروي بعدم تعليم البنات ناهيك عن ظروف الانتفاضة الاولى وصعوبة التنقل الى مدينة سلفيت القريبة بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في القرية، ولكن الحلم ما زال يراودها في كل حين حيث استطاعت ان تخطوا الخطوة الاولى في طريق العلم والنجاح والتفوق، حيث لاقت الدعم الكامل من زوجها السيد عيد محمد الاشقر الذي قدم عظيم جهده ودعمه اللامتناهي لزوجته وابناءه لاكمال مسيرة التعليم، حيث قدمت امتحان التاسع والثانوية في نفس العام، وحصلت على معدل (90.7) في الفرع الأدبي بعد انقطاع عقدين ونصف عن مقاعد الدراسة، وهنا نالت نهاية الدعم من اهلها والمجتمع المحلي الرسمي والشعبي حيث كرمت في أكثر من مناسبة، وتم تسليط الأضواء على نجاحها وتفوقها، وهنا وجدت ضالتها المنشودة جامعة القدس المفتوحة التي تلبي رغباتها وتحقق أحلامها في التعليم الجامعي، حيث التحقت بجامعة القدس المفتوحة كلية العلوم التربوية تخصص اللغة الانجليزية وبجدها واجتهادها استطاعت التفوق في كل الفصول الدراسية وكانت الاولى على تخصصها بتقدير امتياز (88.12)  وقد رشحت من قبل ادارة الجامعة لمنحة تبادل ثقافي لدراسة فصل في الجامعات الاسبانية إلاّ أنها اعتذرت بسبب ارتباطاتها الاسرية. وتقول نهاية انها ستواصل التحصيل العلمي وفعلاً سجلت للدراسات العليا في جامعة النجاح تخصص Translation في الفصل الحالي حيث قبلت دون امتحان مستوى وكانت تامل ان يكون في جامعتها الام جامعة القدس المفتوحة دراسات عليا في مجال تخصصها، وجهود نهاية لا تتوقف حيث أنها حصلت على شهادة رسمية من وزارة الاوقاف في تلاوة القران الكريم وتجويده وهي نشيطة من ناحية اجتماعية ومتطوعة وتقوم بتدريس الطلبة الذين يعانون من ضعف التحصيل الدراسي في قريتها دون مقابل.

وتتواصل نهاية مع الجامعة وذلك عن طريق قسم متابعة الخريجين والعلاقات العامة حيث  تحضر كافة الندوات وورشات العمل والاحتفالات التي تنظمها الجامعة باعتبارها وجها مشرفا لخريجي هذه الجامعة ونموذجا يحتذى به للطلبة ، ورسالة حجاج للطلبة ان النجاح هو نتيجة عمل ونشاط ومثابرة وتحتاج الى الحكمة، حيث يعتبر اجتهادات صغيرة تتراكم يوماً بعد يوم ولا يقاس النجاح الذي يتبؤه المرء في حياته بقدر ما يقاس بالصعاب التي تغلب عليها.