أنوار زيدات .. ريادية متميزة تطور مشروعاً أسهم في زيادة إنتاجية نبتة الصبار

 

خريجة "القدس المفتوحة" اكتسبت مهارة البحث العلمي خلال دراستها في الجامعة

أنوار زيدات .. ريادية متميزة تطور مشروعاً أسهم في زيادة إنتاجية نبتة الصبار

"غرست جامعة القدس المفتوحة في داخلي متعة البحث العلمي حينما أتقنت مهاراته وتعرفت أدواته وخطواته، بعدما طبقتها في مشروع التخرج، وأدركت خلالها أن البحث العلمي الرصين يؤدي إلى طرح حلول جديدة لمشكلات عديدة".

بهذه الكلمات تلخص أنوار زيدات تجربتها في جامعة القدس المفتوحة التي أكسبتها مهارات البحث العلمي، ما ساعدها على تطوير مشروع تخرجها في الجامعة ليتحول إلى فكرة ريادية أسهمت في زيادة إنتاجية نبتة الصبار.

وتؤكد أنوار أن تطوير منتجات جديدة واكتشاف أسواق جديدة أو تحسين منتجات إلى الأفضل أو طرح استخدامات جديدة لمنتجات قديمة، هو أبرز ما يجب أن يحققه البحث العلمي".

نافذة أمل 

تروي أنوار قصتها، إذ شكلت لها "القدس المفتوحة" نافذة أمل، فاختارت التعليم وجهة للإبداع بعد زواج أفضى للانفصال.

فقد تزوجت أنوار باكراً، لكنها انفصلت بعد وقت قصير، مشيرة إلى أنها عاشت-ككل المطلقات-ظروفاً نفسية صعبة وشعوراً بالإحباط والحرمان. وتضيف: "أدركت أن إعادة التوازن النفسي والاجتماعي لذاتي لا يكون إلا من خلال التغيير في حياتي، ما جعلني أصر على أن أكمل تعليمي وأن أبذل جهدي لأصنع فرقاً في حياتي وحياة عائلتي، فقررت أن ألتحق بجامعة القدس المفتوحة-فرع الخليل".

درست أنوار في كلية الزراعة متخصصة في الإنتاج النباتي والوقاية، وقد أحبت الجامعة؛ فلسفتها، وطرق تواصلها مع طلبتها، وتعامل أساتذتها، وأحبت بيئتها التي تتيح للطالب بناء شخصيته وكشف مواهبه وإظهار قدراته وإبداعاته.

ولم يقتصر اهتمامها الأكاديمي على المحاضرات الجامعية، بل حرصت على المشاركة في الندوات والورشات المتعلقة بتخصصها التي كانت تقام في المؤسسات الزراعية الحكومية منها والأهلية، وفي كليات الزراعة في الجامعات الفلسطينية الشقيقة.

وهكذا، كانت الجامعة بلسماً لجروحها، وفيها حققت ذاتها، وشعرت أنها عوضت كل ما خسرته وفقدته.

أيام لا تنسى

تقول أنوار: "لقد كانت أيام الجامعة جميلة لا تنسى، وكان أسعد يومين فيها يوم عرضي لمشروع تخرجي أمام أساتذتي وأهلي وصديقاتي، الذي كان بعنوان (واقع استخدام المزارعين للمبيدات في محافظة الخليل)، حيث حصلت على علامة 85%، أما اليوم الثاني فهو يوم تخرجي حينما صعدت إلى منصة الخريجين وتسلمت شهادتي من رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو ولجنة التخرج".

وبعد تخرجها، سمعت أنوار عن مسابقة لمشاريع ريادية طرحتها جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) حول "مسرعة الأعمال الزراعية الريادية" (Agribusiness Accelerator)، وهي مؤسسة تدعم رواد الأعمال الشباب من خلال توفير تمويل أولي لمشاريعهم، وتقدمت بطلب وتابعت الخطوات المطلوبة مع المؤسسة من مقابلات وتدريب مكثف عقد في مدينة رام الله، وقد شجعها وساعدها في ذلك د. عبد الغني حمدان عضو هيئة تدريس غير المتفرغ في فرع الخليل، وكان مشروعها عن نبتة الصبار (التين الشوكي) واستخلاص الزيت من بذوره وثماره، لما له من فائدة كبيرة لم يتم استغلالها جيداً حتى الآن.

وبعد التدريب المكثف انتقلت لمرحلة العرض أمام اللجنة، ثم قامت اللجنة بدراسة جميع المشاريع المقدمة فاختير مشروعها من ضمن (8) فائزات فقط من أصل (250) فكرة مشروع تقدمت إلى مسرعة المشاريع.

فكرة ريادية 

تقول أنوار: "كنت إحدى الفائزات، وحصلت على جائزة مالية بقيمة (10) آلاف دولار، وقد أخبرت اللجنة أنني أريد استثمار المبلغ في شراء مستلزمات وآلات لإنجاز مشروعي البحثي، وهي آلات من صنع إيطالي"، منوهة إلى أن فريق المسرعة طرح عطاءات لذلك الأمر، ورسا العطاء على شركة إيطالية لم تتوان في إرسال الآلات المطلوبة، وهي آلة فصل اللب عن البذور، والأخرى آلة استخلاص الزيت من البذور الصلبة التي تعمل على مبدأ الهيدروليك ودرجة الحرارة الباردة، بحيث لا تؤثر في جودة الزيت.

ويشير د. عبد الغني حمدان، مسؤول في الإغاثة الزراعية في الخليل، إلى أن أهمية المشروع تتمثل فيما يأتي:

• فكرة المشروع ريادية وفريدة من نوعها على مستوى فلسطين بشكل خاص، والمستوى العالمي بشكل عام، إذ إن دولاً قليلة أخذت بهذه الفكرة، وتحديداً دول المغرب العربي.

• فكرة المشروع تناسب منطقة سكن الطالبة، فهي من بلدة بني نعيم في محافظة الخليل، وهي منطقة تعاني من تذبذب نسبة سقوط الأمطار وقلتها، وهذا يساعد في نمو نبتة الصبار ويزيد من إنتاجيتها، بالإضافة إلى أن المشروع يساعد في المحافظة على التربة ويمنع انجرافها ويحد من التصحر، لذا فهو يعدّ مشروعاً صديقاً للبيئة.

مشروع إنتاجي 

بعد النتائج المشجعة التي توصل إليها المشروع، بدأ حلم مرحلة تطبيق الجانب النظري، فهي أسرتها التي لها اهتمام بالزراعة، شرعت بزراعة الصبار في أرض تقدر بنحو (5) دونمات في منطقة مسافر بني نعيم.

والمعروف أن دونم الصبار ينتج ما يقارب (7) أطنان من ثمار الصبار، وكل طن ينتج من لتر إلى لترين من زيت الصبار، ويبلغ سعر اللتر الواحد من زيت بذور الصبار حوالي )1000) دولار تقريباً.

وقد توصل البحث الذي أعدته أنوار إلى الاستفادة من اللب المستخلص منه زيت الصبار، وتحديداً في صناعة المربى والعصائر والخل.

يذكر أن زيت بذور ثمار الصبار له قيمة علاجية للبشرة بشكل عال، وتم التعاقد مع شركة إيطالية لتزويدها بالزيت المستخرج كمادة خام، وهي بدورها تستخدمه في صناعة كريمات خاصة بالبشرة للنضارة والتجاعيد والحروق، علماً بأنها تقوم حالياً باستيراده من المغرب العربي لعدم وجوده في مناطق أخرى.

ونصحت أنوار الإناث بالاهتمام بتعليمهن وإيلائه أهمية كبيرة، كونه مفتاح التفوق والتميز والإبداع، داعية الخريج إلى عدم الركون إلى الوظيفة، بل عليه أن يبادر لتنفيذ مشاريع خاصة به ويدرسها دراسة علمية، قائلة إن هذه أسهل الطرق لتأمين دخل محترم وحياة كريمة.