مي شكوكاني...إصرار على التحدي وتطويع النفس للوصول إلى الهدف

 

مي شكوكاني...إصرار على التحدي وتطويع النفس للوصول إلى الهدف

"أجمل ما في الحياة ابتسامة؛ فقد كنا لو بكينا وجارت الدنيا علينا أحلناها ابتسامات فترتسم فينا زاهية كأن لم تبكنا بالأمس". بهذه الكلمات القليلة المتفائلة عبرت مي شكوكاني عن رحلتها نحو التخرج.

فلنستمع إلى حديث والدها الموظف في بلدية نابلس، وهو يقول:

"منذ صغرها، وتزامنًا مع إعاقتها، كنت أجد في مي الإصرار على التحدي والقدرة الفائقة على تطويع النفس لأجل الوصول إلى الهدف، كنت وأمها وأخوتها مشجعين داعمين لها في كل طلب تطلبه إلى أن وصلت مرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) فاجتازتها بنجاح بمعدل متواضع (62%)، ولما كان حلمها في دراسة العلوم المصرفية (المحاسبة)، فمعدلها هذا لم يسمح لها بدخول التخصص، ومع الإصرار والتحدي أعادت مي الثانوية العامة لترفع معدلها إلى (69.3%) وتبدأ حلمها، ومن هنا شعرت بضرورة بذل أقصى جهد ممكن من أجل أن تكون علاماتها فوق الجيد، وبفضل الله-سبحانه وتعالى-تقدمت خطوة خطوة لتحصل على معدل تراكمي في الجامعة (77%) بتقدير جيد جدًا".

ثم راح يتابع: "الموقف الذي أذهلني وجعلني لا أمسك دمعتي هو يوم تخرجها، إذ نزل مسؤولو الجامعة وعلى رأسهم رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، والسيد منيب المصري، وعطوفة محافظ محافظة نابلس اللواء أكرم رجوب، ومدير الفرع أ. د. يوسف ذياب عواد وغيرهم، من على المنصة لتكريم ابنتي رغم أنه كان إلى جانبها من يساعدها على ارتقاء المنصة ثم راح أ. د. عمرو يشيد بأمها واصفًا إياها بالمرأة العظيمة، ثم طلب شهادة ابنتي وجميع المعلومات المطلوبة لمساعدتها في الحصول على درجة الماجستير، لأجد نفسي أسجد سجدة شكرًا لله تعالى. أجل، لقد كان هذا التكريم ليس لمي وحدها فحسب، بل لها ولعائلتها ولكل الإنسانية.

واليوم وكل يوم أقول الحمد لله، لقد قبلت مي ببرنامج الماجستير في تخصص "المنازعات الضريبية" بعد اجتيازها امتحان القبول بنجاح.