قصي جرارعة...اسم له ثقته في تخصصه

 

قصي جرارعة...اسم له ثقته في تخصصه

إلى الشمال من مدينة نابلس تتربع قرية عصيرة الشمالية لترسم اللوحة الفلسطينية الجميلة بين الجبال والسهول الخضراء، عصيرة الشمالية التي يبلغ عدد سكان (13) ألف نسمة، يشتهر أهلها بالنبوغ والذكاء، وكان لا بد من الحديث عن أحد هؤلاء ممن أحبوا-في صغرهم-التكنولوجيا وعلم الإلكترونيات.

قصي وائل قاسم جرارعة اسم يترك بصمة أنى حل، ابن الثلاثة وعشرين عامًا، شرع والده يدرس المحاسبة في اليمن لكن إجراءات الاحتلال "الأمنية" حالت دون إكمال دراسته، لذا أصرّ الأب على أن يعوّض ما فاته من العلم فيجعله في أبنائه، ووعد نفسه بأن يكرس حياته لتعليم أبنائه الأربعة حتى يصل بهم إلى أرقى المناصب والمستويات.

لقصي منذ صغره هواية في تفكيك كل جهاز كهربائي كاشفًا ما بداخله متعرفًا آلية عمله، يتذكر قصي مرحلة الصف السابع عندما ابتاع له والده جهاز حاسوب، وكان حينئذ يعمل بنظام (ME)، فقد كان هذا الجهاز محطته الأولى والأهم في حياته.

بعد أن أنهى قصي الثانوية العامة التحق بمعهد للتكييف والتبريد، أراد أن يسلك طريق التدريب العملي ويتعلم مهنة بعيدة عن المهن التعليمية، فشغفه في التعليم لم يتوقف على المعهد، بل التحق بجامعة القدس المفتوحة، ليثبت لنفسه أنه قادر على العمل في مهنة تدر له المال دون الاعتماد على أحد. التحق قصي بقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة، كان خير مثال للطالب المجتهد المحب لتخصصه بشهادة الهيئة التدريسية وزملائه في التخصص.

 لحياة قصي الجامعية محطات مهمة تركت فيه وفي غيره أثرًا، كيف لا وهو صاحب فكرة إعادة الحياة لنادي تكنولوجيا المعلومات والمعلومات التطبيقية في جامعة القدس المفتوحة بمساعدة صديقين له! أراد قصي لهذا النادي أن يكون حلقة وصل بين الإدارة والهيئة التدريسية في الجامعة من جهة والطلاب من جهة أخرى، حتى وصلوا بالنادي إلى أن يكون محل ثقة للكل.

فمن أبرز النشاطات التي يقوم بها نادي تكنولوجيا المعلومات إرشاد الطلاب الجدد في التخصص، ثم تطور لاحقًا إلى ورشات بمواد من التخصص في الجامعة ومسابقات للطلبة. لاقت فكرة نادي التكنولوجيا استحسان الجميع ودعمهم، معنويًا وماديًا، خاصة من الشركات المختصة في التكنولوجيا.

أما المحطة الأخرى الأهم في حياة قصي كانت مشروع التخرج الذي بدأ فكرته في السنة الثانية من تخصصه ليطوره ويقدمه في السنة الرابعة، كانت فكرة مشروع التخرج جهازً آليًا (روبوت) يستشعر الدخان واللهب عبر مجسات خاصة داخل المنشآت والمخازن والمحال التجارية وغيرها، فيرسل رسالة تحذير إلى الجهة المسؤولة عن المكان ليتم التحكم بها عن بعد من خلال (الإنترنت) وإطفاء الحريق عبر أنبوبة ثبتت فوق الجهاز للتخفيف من الخسائر. بهذا المشروع حصل قصي على الامتياز.

حصل قصي بعد تخرجه على فرصة تدريب وظيفي في نادي جبل النار؛ يوضح قصي أهمية نادي جبل النار وخاصة التدريبات التي التحق بها وكان أبرزها تدريب (TOT) الذي كان له الأثر في شخصيته بصفته شخصًا مدربًا، إذ نمت قدراته في الشرح وإيصال المعلومة، بالإضافة إلى زيادة ثقته بنفسه في التحدث للآخرين. أما التدريب الثاني الذي كان له أثر كبير في حياته العملية فكان تدريب (ICT)، وفيه نمّى قدرته على صيانة الأجهزة الذكية بوجود مدرب محترف، فقد كان في جعبته الكثير من التساؤلات التي حصل على إجابة عنها في هذا التدريب.

أما تدريب شركة(PCI) الذي حصل عليه عن طريق النادي في مجال صيانة الأجهزة الذكية فقد أتاح له النبوغ في مجال صيانة الأجهزة الذكية بشكل موسع وتطبيق عملي مباشر. ثم راح قصي يشيد بإدارة جبل النار التي أتاحت له الفرصة في هذه التدريبات التي كان لها الأثر الأكبر في حياته.

أما ما يتعلق بالورش والتدريبات التي عقدها النادي تحت إشراف قصي فكانت كثيرة متنوعة تستهدف فئات عمرية مختلفة، لعل أبرزها ورشة "صيانة الحاسوب" لخريجي جامعة القدس المفتوحة، التي تركت أثرًا إيجابيًا كبيرًا في نفسه كمدرب متخصص في علم التكنولوجيا. حضر هذه الورشة العشرات من طلبة الجامعة في تخصص التكنولوجيا والاتصالات وغيرها من التخصصات. أثبتت هذه الورش قدرة قصي على التدريب من خلال ما تركه من إعجاب في نفوس الحضور وأسلوبه الشائق المثير الذي يبين إلمامه بالمعلومة وإحاطته بها.