طارق موقدي يحصل على شهادة البكالوريوس بسنتين ونصف السنة

 

طارق موقدي يحصل على شهادة البكالوريوس بسنتين ونصف السنة

متزوج وأب لأربعة أطفال، يعمل منسقًا إعلاميًا في اللجنة الوطنية لـ "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"، فقد قرر طارق موقدي الالتحاق بفرع جامعة القدس المفتوحة في رام الله والبيرة في الفصل الثاني من العام الدراسي 2013م، ليتخرج فيها في الفصل الصيفي من العام 2016م، وتحديدًا بكلية التنمية الأسرية متخصصًا في "تنمية المجتمع المحلي"، بدرجة امتياز (85.7%).
 واللافت أن طارق استطاع أن ينهي (132) ساعة معتمدة خلال سنتين ونصف السنة، وحصل خلال الفصول الثلاثة الأخيرة على منحة تفوق كاملة من إدارة الجامعة. 
 يقول طارق لمكتب "دنيا الوطن" برام الله في هذا الصدد: "نظرًا لعمري الذي ناف على الخمسين عامًا، كنت في الفصول الدراسية أحاول الحصول على العبء الأكاديمي الكامل (18 ساعة معتمدة) مسابقًا الزمن، واستطعت مع ذلك الحفاظ على المعدل التراكمي مرتفعًا طيلة فترة الدراسة باتباع خطة دراسية في غاية السهولة؛ فبعد تسجيل مواد كل فصل أتسلم كتب المقررات مباشرة، وأنكب على قراءتها قراءة سريعة، أحدد فيها المفاصل والنقاط المهمة باستخدام قلم ملوِّن، وفي الوقت نفسه أتمرن على حل التعيينات المطلوبة، وأترك الكتب حتى تعيين موعد الامتحانات، حينئذ كنت أخصص يومين لكل مقرر، أدرس ما سبق أن حددته".
موقدي كان يستغل نظام الصيفين الجامعيين (9 ساعات معتمدة في كل صيفي) فينهي معدل فصل دراسي كامل (18 ساعة معتمدة) خلال (45) يومًا لكل فصل منهما تقريبًا، وهذا ما سرّع في تخرجه.

 يتابع قوله: "وتجدر الإشارة إلى أنني تدرجت في اختيار المواد من الأسهل إلى الأصعب، وكنت اختار المواد التي تفتح مواد أخرى كمتطلبات، هذه الخطة الدراسية المحكمة استطعت من خلالها أن أنهي العبء الدراسي كاملًا في رقم قياسي، وقد تجاوزت عدد الساعات المطلوبة بثلاث أخرى إضافية لإحدى المواد الحرة بهدف تعديل إحدى المواد، أي ما مجموعه (135) ساعة معتمدة، كما أنني حصلت على (4) ساعات محتسبة في مادتي اللغة العربية (1)، واللغة الإنجليزية (1)، إذ اجتزتهما في امتحان المستوى، ثم درست في الفصل الدراسي نفسه مادتي اللغة العربية (2)، واللغة الإنجليزية (2) ، فوصل مجموع الساعات إلى (22) ساعة معتمدة في أول فصل دراسي لي في الجامعة".

 لم يتمكن طارق بسبب عمله من الالتزام بحضور المحاضرات داخل قاعات الجامعة، لذا كان وجوده على مقاعد الدراسة والغرف الصفية نادرًا جدًا، بل إنه لا يعرف سوى عدد قليل جدًا من أساتذة الجامعة غير أولئك الذين كان عليه أن يقابلهم في مواد "التدريب الميداني" أو الأبحاث ومشروع التخرج.

وعن الجو الدراسي داخل البيت، يقول طارق إن تخرجه لم يكن ليتحقق لولا دعم الزوجة التي وفرت هدوءًا، وخاصة أوقات الامتحانات، وتشجيعها اللامحدود؛ فقد كانت تضطر أحيانًا للخروج بالأطفال خارج البيت لتوفر الجو المطلوب للدراسة، لقد ضحت وعانت وقدمت كل جهد وهي بالتأكيد شريكة في الإنجاز.
غير أن طفلته جنى ابنة الثلاث سنوات لم تكن لتعي ذلك، فيروح يغدقها حنانًا ومداعبة، فيحثه جمال ذو السنوات الخمس على مشاركته مشاهدة فيلم كرتوني. وها هم اليوم جميعًا يتذوقون حلاوة النجاح والتفوق معه، فدأبوا يصفقون له بحرارة وهم يسمعون اسمه تردده مكبرات الصوت في حفل التخريج (فوج اليوبيل الفضي) لجامعة القدس المفتوحة.