بهاء خمايسة ... إعاقة البصر لم تقوض حلمه بإكمال تعليمه في "القدس المفتوحة"

بهاء خمايسة…إعاقة البصر لم تقوض حلمه بإكمال تعليمه في "القدس المفتوحة"

الإعاقة لا تلغي الطاقة، والإرادة والطموح العالي توصلان صاحبهما إلى أعلى المستويات والدرجات، فلا يعني وجود إعاقة عند شخص ما أنه فاقد القدرة على فعل ما يريد، ولكن من الممكن أن تتحول هذه الإعاقة إلى طاقة ايجابية لصاحبها ليصبح ما يريد وما يتمنى، وخلال هذه القصة سنتعرف على الطالب الكفيف بهاء الدين إياد إبراهيم خمايسة المتخصص في تعليم التربية الإسلامية ليحدثنا عن حياته الدراسية في أثناء المرحلة المدرسية والمرحلة الجامعية.

 يقول الخريج بهاء الدين إياد إبراهيم خمايسة إن أعراض ضعف النظر ظهرت عليه خلال المرحلة الابتدائية من المدرسة، وتبين بعد الفحوصات الطبية اللازمة أنه يعاني من بقعة صفراء في الشبكية، وأخذ هذا المرض يتفاقم حتى أفقده قدرته على القراءة، لذا أجبر على الالتحاق بمدرسة النور للكفيف ليدرس الصف الرابع الأساسي، وتعلم فيها كيفية قراءة الكتب بطريقة (بريل)، وبعد انتهاء المرحلة الثانوية ونجاحه في التوجيهي في عام 2012م، وحصوله على معدل بتقدير جيد، شرع يبحث عن الجامعة التي من الممكن أن يكمل فيها تعليمه، إلى أن أشار عليه أحد أصدقائه المكفوفين بأن جامعة القدس المفتوحة في فرعها بجنين تملك "مختبر كفيف"، وأنها تزود الطلبة المكفوفين بالكتب التي على نظام (بريل)، وأنها تقدم منحة كاملة للطلبة من ذوي الإعاقة، وبعد أن زار الجامعة وتعرف إلى فني مختبر الكفيف والمختبر بوجه عام، وتعرف جميع الخدمات التي تقدمها الجامعة للطلبة المكفوفين، أسرع يسجل فيها لأنه بات على يقين أنها ستحتضنه وتوفر له الفرصة المناسبة لإكمال دراسته الجامعية. وخلال فترة دراسته في الجامعة يقول: "كان فني مختبر الكفيف يزودنا بالكتب المطلوبة بصيغة (بريل) وبطباعتها وطباعة التعيينات بالصيغة ذاتها".

ونظراً لأن جامعة القدس المفتوحة توفر المواد التعليمية على موقعها الإلكتروني، فقد نظمت عدة دورات حاسوبية للطلبة المكفوفين كاستخدامات الإنترنت، وموقع الجامعة، والمواقع الأخرى، تسهيلاً للدراسة في البيت باستخدام التقنيات التكنولوجية التي تسمى (قارئ الشاشة)، ما ساعد على التواصل مع المشرفين وأعضاء الهيئة التدريسية باستخدام التقنيات التكنولوجية الخاصة بالكفيف، وطرح أي تساؤل بخصوص المواد الدراسية.

ويقول الطالب خمايسة إن الجامعة وفرت للطلبة المكفوفين مكتبة إلكترونية تحوي العديد من الكتب المسموعة، بالإضافة إلى مكتبة بصيغة لغة (بريل)، يستطيع الطلبة الرجوع إليها لقراءة الكتب الجامعية وكتب أخرى ثقافية ودينية وروايات، وتوفير مختبر خاص بالمكفوفين يحتوي على عدة أجهزة كمبيوتر تلائم حالة المكفوف الخاصة، ثم إن هذه الأجهزة تضم البرمجيات الخاصة للكفيف.

ومن خلال دراسته الجامعية لاحظ خمايسة مدى تعاون أعضاء الهيئة التدريسية وأخذهم بعين الاعتبار المشكلات التي يواجهها في التنقل بين المباني وقاعات المحاضرات، فكان أعضاء الهيئة التدريسية يقدمون المحاضرات له ولزملائه ويراجعون المادة التعليمية في الأوقات التي تناسبهم.

وشكر الطالب خمايسة الجامعة على المنحة الكاملة التي توفرها للطلبة من ذوي الإعاقة، فقد ساعدهم على إكمال مسيرتهم التعليمية في ظل أوضاعهم المادية السيئة، "إذ إن الاعفاء الكامل الذي حصلت عليه ساعدني على أن أصبح حاملاً لدرجة البكالوريوس الآن، وسأسعى جهدي حتى أكمل دراساتي العليا".