الشقيقات الأربع يقفزن عن متاعب الحياة ليقطفن حصاد إرادتهن في "القدس المفتوحة"

 

أمهات قررن إكمال تعليمهن متجاوزات عقبات رعاية الأبناء والأسرة ليقفن جنباً إلى جنب على منصة التخريج

الشقيقات الأربع يقفزن عن متاعب الحياة ليقطفن حصاد إرادتهن في "القدس المفتوحة"

الإرادة والتصميم وتحدي الظروف الاقتصادية والحياتية كان شعار الطالبات الأخوات الأربع آمنة، ووسام، ونعمة، وابتسام يوسف محمود النجار  عندما قررنّ استكمال دراستهم الجامعية والالتحاق بجامعة القدس المفتوحة، ولم يكن قرار خوض غمار الدراسة الجامعية بالأمر السهل خاصة وأن الطالبات الأربع قد تزوجن وأصبحن ربات بيوت  قبل استكمال دراسة المرحلة الثانوية، فكان عليهنّ أولاً من أجل الالتحاق بالجامعة الحصول على شهادة الثانوية العامة بمعدل يسمح لهنّ بالالتحاق بالجامعة، وبالرغم من أن الأخوات الأربع أنجبن الأطفال وتحملن مسؤولية رعايتهم وتحمل الأعباء باعتبارهن ربات بيوت، إلا أن الإصرار والتحدي كانا السبيل والدافع لتجاوز كل العقبات والحصول على شهادة الثانوية العامة والالتحاق بجامعة القدس المفتوحة في العام 2012م، فكانت الجامعة في ذلك العام على موعد مع أربع أخوات قررن جميعاً الالتحاق بكلية التربية تخصص تعليم المرحلة الأساسية، وقد استطعن تجاوز صعوبات الحياة وأعباء رعاية الأبناء والأسرة من خلال تسجيلهن المقررات نفسها في كل فصل لضمان تجاوز أي تأثير قد يحدث نتيجة تغيب إحداهن عن متابعة المحاضرات، وكأنهن  خلية نحل تتفانى كل واحدة في خدمة الأخرى وتعويض ما فاتها من محاضرات ومتطلبات الدراسة الجامعية.

وبالإضافة إلى الرغبة والإرادة وروح التحدي التي تميزت بها الأخوات فقد لاقين كل دعم وتشجيع من أزواجهنّ الذين شاركوهنّ مسئوليات الحياة وساندوهنّ في تحقيق حلم الدراسة الجامعية وإنجاز هذه الرسالة النبيلة، كما كان والدهنّ أيضاً المحفز الأكبر لاستكمال دراستهن الجامعية، وتحقيق حلم والدتهن التي وافتها المنية قبل أن تشهد نجاح بناتها الأربع يقفن جنباً إلى جنب على منصة التخريج.

فبعد أربع سنوات بالتمام والكمال من الدراسة والمثابرة تخرجت الأخوات الأربع في الفصل الدراسي نفسه وبمعدل عام "امتياز"، ليرسمن بهذا الإنجاز والابداع لوحة فنية رائعة زينت حفل تخريج "فوج اليوبيل الفضي" في فرع الجامعة بالشمال، لوحة حملت الكثير من المعاني والعبر وجسدت درساً عظيماً في الإرادة والإصرار والتعاون والمحبة والاجتهاد والمثابرة، كما أظهرت جلياً مكانة جامعة القدس المفتوحة ورسالتها الوطنية الإنسانية باعتبارها الحضن الجامع لأبناء شعبنا، وتسهم في رسم معالم النجاح والتميز والارتقاء للأجيال المبدعة التي ستظل محفورة في ذاكرة هذا الصرح العلمي ووجدانه.