محمد راشد: شاهد يروي كيفية تدريس المساقات داخل سجون الاحتلال

 

محمد عمر راشد: خريج برنامج "القدس المفتوحة" لتعليم الأسرى

شاهد يروي كيفية تدريس المساقات داخل سجون الاحتلال

يطا-رغم ألم الاعتقال والظروف الصعبة داخل السجن، ومعاناة الأسير ولوعته على فراق الأهل والأحبة، إلا أن جامعة القدس المفتوحة تشكل بارقة الأمل للأسرى من خلال اعتماد برنامج تعليم الأسرى وتمكينهم من الحصول على شهادة البكالوريوس. ويقول الخريج راشد: "أتاحت الجامعة فرصة رائعة جداً باعتمادها برنامج تعليم الأسرى الذي مثل بصيص أمل للأسرى ورفع الروح المعنوية لديهم لحصولهم على شهادة البكالوريوس".

وعن قصة اعتقال (9) سنوات، يستذكر راشد بدايتها جيداً، قائلاً: "كانت لحظات صعبة وأليمة، كنت في الصف الأول الثانوي، أبلغ من العمر (16) عاماً، اعتقلت وأنا مصاب، وحُوّلت إلى مشفى (ساروكا) في مدينة بئر السبع، وزُوّدت بست وحدات دم، ومكثت في المشفى شهراً واحداً قبل أن يتم تحويلي إلى السجن، لكنني عدت إلى المشفى ثانية لتدهور وضعي الصحي ثانية، ومع ذلك لم أفقد الأمل؛ فقد تقدمت إلى امتحان الثانوية العامة داخل السجن عام 2015. وتملكتني رغبة شديدة في الالتحاق ببرنامج جامعة القدس المفتوحة لتعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال".

التحق الأسير راشد ببرنامج "القدس المفتوحة" لتعليم الأسرى في الفصل الأول من العام الجامعي (2015- 2016)، وكان خير شاهد على أهمية هذا البرنامج. وعن المتطلبات والشروط الواجب استيفاؤها للالتحاق بالبرنامج، على كل سجين الحصول على شهادة الثانوية أولاً بموجب إجراءات القبول والتسجيل المطبقة، وإثبات أسره بوثيقة من الصليب الأحمر، إضافة إلى بعض الإجراءات الإدارية، قبل أن يصبح الأسير أحد طلاب هذا البرنامج".

أما بخصوص سير العملية التعليمية، فيؤكد راشد "حضور اللقاءات إلزامياً، وإلا يسحب منه المقرر إذا تغيب عنها، والإعلان عن برنامج الامتحانات قبل بدايتها بأسبوعين، وعقد الامتحانات في ساحة السجن تحت أعين جميع الأسرى، ووجود عدة مراقبين، وتصحيح أوراق الامتحانات، وترصيد علامات المقررات... وكل ذلك بموجب الخطة الدراسية المطبقة بالجامعة، والتواصل من خلال طرق عدة".

لم يكن الالتحاق ببرنامج "القدس المفتوحة" لتعليم الأسرى سهلاً، ويصفه الطالب الأسير راشد "بحالة الانضباط العالية، وتطبيق الأنظمة والقوانين المطبقة في الجامعة على جميع الأسرى الملتحقين به، والتأكيد على الفائدة العلمية من حيث فهم المادة العلمية للمقررات، وتطوير قدرات الطلبة، ورفع كفاءاتهم العلمية، وإكسابهم المهارات المتنوعة، بهدف تمكينهم من الالتحاق بسوق العمل بعد الإفراج عنهم".

من جهة أخرى، يبين الخريج راشد "الحالة الصعبة التي كان يعاني منها الأسرى الملتحقون بالبرنامج، خاصة حالة التوتر التي كانوا يمرون بها بفعل إجراءات إدارة السجن، والتنكيل بهم من قبل السجانين، وأنها كانت حياة أكاديمية صعبة تولد الدافعية لتحقيق ما هو عظيم من أجل استثمار الوقت والحصول على درجة البكالوريوس داخل السجن ضمن برنامج تعليم الأسرى".

وحان وقت الحصاد في الظروف الصعبة، وأنهى راشد جميع المقررات المطلوبة داخل السجن، واحتفل ذووه بتخرجه في حفل رمزي أقاموه في المنزل. ثم خرج من السجن، وتسلّم شهادة التخرج بيده في الحفل المركزي لتخريج الأسرى "فوج الأغوار" الذي نظمته الجامعة في مدينة رام الله في 11/8/2021، مؤكداً أنها لحظات عظيمة في حياته، وإحساسه بأنه حقق إنجازاً عظيماً".

بدوره، شكر الخريج جامعة القدس المفتوحة، مثمناً جهود مجلس أمنائها، ورئيسها أ. د. سمير النجدي، وهيئتيها الأكاديمية والإدارية، وطواقمها الفنية على اهتمامهم بالأسرى داخل السجون من خلال اعتماد الجامعة "برنامج تعليم الأسرى"، متمنياً تخصيص إدارة الجامعة دورات تأهيل في التكنولوجيا للأسرى خريجي الجامعة لتعويض ما فاتهم من معرفة تكنولوجية؛ كون نمط التعليم في السجن وجاهياً فقط.