أصغر معلم في مدينة يطا

المعلم عبد الرحمن النواجعة - قصة نجاح وتحدي نحو تحقيق الحلم

كم هو جميل أن يكون لديك حلما ينبع من رحم المعاناة، وقسوة الحياة، لكن الأجمل أن تعيش في ظل تحقق مستويات مختلفة من الحلم المنشود. فما زال الطالب عبد الرحمن النواجعة يعيش قصة حلم منه ما تحقق وأصبح واقعا جميلا، وينتظر بشوق تحقيق المزيد، كي تكتمل صورة المشهد الأول من لوحة الفسيفساء التي رسمت بأيد لا تعرف للكسل طريقا، أو لحالة التعب شعورا. فعلى الرغم من مرارة العيش وقسوة الحياة التي عاشها عبد الرحمن في صغره في كنف عائلته في خربة سوسيا، حيث استشهد جده محمود النواجعة على ثرى ترابها في 1991/06/07

عبد الرحمن من مواليد (1998)، عمل منذ صغره مع عائلته في الزراعة، وتربية المواشي. وأكمل المرحلة الثانوية في الفرع العلمي عام (2016)، وحصل على معدل (89.7). وكان قد لاحظ تسرب العديد من طلبة المدارس، وأصبح يحلم أن يصبح مدرسا لدراسة هذه الظاهرة والحد منها من خلال حلول مبتكرة وعملية على أسس علمية. وبهدف تحقيق هذا الحلم التحق عبد الرحمن بتخصص المرحلة الأساسية بكلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة - فرع يطا في العام (2016).

استطاع عبد الرحمن التميز والابداع، كون فرع الجامعة في مدينته والأقرب إلى بيته، حيث وفر الكثير من الوقت والجهد وتكاليف السفر، ونجح في استثمار وقته في التعلم الذاتي وتطوير مهاراته وقدراته العلمية والعملية، وأبدع في الحصول على المعلومة من مصادره المتنوعة والقدرة على توظيفها.

يؤكد عبد الرحمن على أن نظام التعليم المدمج الذي تتبناه الجامعة، والذي يتيح للطلبة الملتحقين بها فرصة المواءمة بين الدراسة والعمل، ساعده في العمل في ورشة للحدادة والدهان لتغطية تكاليف دراسته، إذ استطاع إنهاء مسيرته الدراسية بالجامعة في وقت قياسي، وتخرج منها  في العام (2019).

منذ تخرجه عمل عبد الرحمن معلماً في مدرسة الأنصار الاسلامية الأهلية لمدة عام، وكان أصغر معلم في مدينة يطا يحمل شهادة البكالوريوس. ثم عين مدرسا في إحدى المدارس الحكومية في العام (2020).

التحق عبد الرحمن ببرنامج الدراسات العليا، وقام بنشر بحث بعنوان : "أثر تقليص مساحة السبورة على تحصيل الدراسة لدى طلبة الصف الثاني الابتدائي"، ونشر في شبكة المعلومات العربية التربوية (شمعة) في عددها الصادر بتاريخ 2021/03/15.

ويطمح عبد الرحمن في الحصول على شهادة الدكتوراة في المستقبل القريب ان شاء الله.