نبذة عن برنامج ماجستير إدارة المؤسسات الإعلامية

اهلا بكم في برنامج ماجستير إدارة المؤسسات الإعلامية في جامعة القدس المفتوحة:
إدارة الاعلام من الميدان الى المؤسسة الاكاديمية

في العام 2014 أصدرت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلم "اليونسكو" دراسة حوال واقع التنمية الإعلامية في فلسطين. ومن بين أبرز ما خلصت إليه أن من ضمن أسباب اغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية أبوابها هي افتقار قياداتها الى المهارات الإدارية اللازمة لادارتها ما نتج عنه عدم قدرتها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

ان مخرجات هذه الدراسة، وكذلك الرغبة في الاسهام في احداث تطوير اكاديمي وعملي في قطاع الاعلام الفلسطيني من باب المعرفة العلمية وبالذات في حقل إدارة المؤسسات الإعلامية، كانتا وراء طرح جامعة القدس المفتوحة برنامج ماجستير في إدارة المؤسسات الإعلامية.

ففكرة البرنامج جاءت استجابة لحاجة مجتمعية ماسة. ان من الأدوار المهمة الممكن ان تلعبها المؤسسة الأكاديمية في خدمة المتجمع هي الاسهام في تطوير مؤسساتها عبر تقديم البحوث العلمية والنماذج الفعالة التي وان تم تبنيها يمكن ان تسهم بشكل عملي في تطوير ما هو قام من أداء وممارسات في المؤسسات المجتمعية، ما يسهم في الحفاظ على فعاليتها وديمومتها، وهو أمر ينسحب على المؤسسات الإعلامية التي تلعب دورا أساسيا في تشكيل توجهات المجتمع ومصدرا أساسيا من مصادر المعلومة، ووسيلة هامة من وسائل نشر الرواية الوطنية.

تقليديا كانت بحوث الإدارة الإعلامية تدور في فلك النظرية التنظيمية، لتوظف لاحقا نظرية الادارة الاستراتيجية كمظلة نظرية لبحوثها. ورغم ذلك، فان لإدارة المؤسسة الإعلامية عدة خواص تختلف عن غيرها من المؤسسات.
وبحسب الباحثة في حقل الإدارة الإعلامية من جامعة فوردهام الامريكية بوزينا ميرزوجوفكا فان اختلاف هذه المؤسسات عن غيرها يكمن في انها تقدم منتج معلوماتي وليس منتج او بضاعة ملموسة، وبالتالي فان طبيعة سوق هذه المؤسسات وخصائص العرض والطلب وأليات التوزيع فيها تختلف عن المؤسسات الإنتاجية الأخرى، ما يخلق بيئة عمل مختلفة عن الصناعات الأخرى.

كما ان طبيعة المؤسسات الإعلامية تختلف بما تقدمه من محتوى معلوماتي تتأثر به المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اذ ان إدارة هذه الهياكل الاعلامية –الاتصالية الهدف لها تبعات لا تقف فقط عند عنصر الاستثمار والارباح والعائدات.

ان بحوث الإدارة الإعلامية وان كانت تتشارك مع غيرها في البحث عن أنجع السبل لتوليد العائد المالي، فإنها تتميز، رغم ذلك، عن غيرها من حقول الإدارة في انها تناقش في اسئلتها تأثير الإدارة التنظيمية على المحتوى الإعلامي وجمهور المؤسسة والمجتمع بشكل أعم. وهي تسعى في السياق العلمي إلى إيجاد رابط بين النظرية التنظيمية وخصوصية حقل الاعلام.

وللأسباب السالفة الذكر، جاءت خطوة طرح البرنامج لما للمؤسسة الإعلامية من ميزات تختلف عن غيرها. فهذه الخصوصية تستعدي تقديم برنامج يحاكي احتياجات وخصوصيات صناعة الاعلام، ولذا جاء برنامج ماجستير إدارة المؤسسات الإعلامية في جامعة القدس المفتوحة كتلبية طبيعية لهذا الاحتياج في مجتمع تزدحم فيه المؤسسات الإعلامية التقليدية والناشئة.

ان طبيعة هذا البرنامج العابر للتخصصات والذي يدمج بين مفاهيم أساسية في حقلي الاعلام والإدارة، تقوم فلسفته على تطوير قدرات طلبته في التفكير الناقد ضمن مسيرة تستمر على مدار أربعة فصول دراسية يتمكن من خلالها مناقشة واقع الاستراتيجيات الإدارية للمؤسسات الإعلامية في فلسطين مع السياقات النظرية، في مسعى الى الخروج بأطر تطبيقية إدارية مرنة تصلح لان تكون نموذجا فعالا في إدارة هياكل مؤسسات الصناعة الإعلامية في فلسطين.

وفي هذا السياق، فان برنامج الماجستير الفريد من نوعه محليا وعربيا، قد أخذ بعين الاعتبار طرح مساقات تحاكي متطلبات العصر وتدمج بين مفاهيم أساسية في الإدارة والاعلام من ضمنها مساقات القيادة في المؤسسات والابتكار الإعلامي وريادة الأعمال الاتصال والرأي العام وصناعة المحتوى الرقمي وإدارة العلاقات العامة والعلامة التجارية والاتصالات التسويقية المتكاملة والاتصال المؤسسي الداخلي وإدارة المشاريع والإدارة المالية واقتصاديات وسائل الاعلام.